أنفع الحلول لأصحاب المشاكل:




أنفع الحلول لأصحاب المشاكل:
من أنفع الأشياء للعبد أن ينسب مشاكله إلى نفسه، فإذا أساء إليه أحد قال: (إنما هذه ذنوبي سلطها الله علي)، فإن أساءت إليه زوجته قال: (لعل هذا جزاء نظرة إلى امرأة متبرجة أو ممازحة موظفة في العمل، استجلبت أنس القلب بحرام فحُرمته من بابه الحلال. ولو أني كففت عن الحرام لألقى في قلب زوجتي محبتي وطاعتي).
إن أساء إليه الناس وظلموه قال: (لعل هذا جزاء أني مُدحتُ بما ليس فيَّ فسكتُّ وأعجبني، أو لم أنصف غيري فسلط الله علي من لم ينصفني).
إن قال قولا صحيحا ففهمه الناس على غير مراده وآذوه لذلك فوجد في صدره غُمة قال: (لعلي قصرت في قيام الليل والاستعانة بالله فوكلني الله إلى نفسي لأعلم حقارتها دون عون مولاها، وأنها مهما أوتيَتْ من فهم أو حسن بيان فإنها مخذولة إن لم يجعل الله لها قبولا).
فإن فعل العبد ذلك عاد إلى نفسه يصلحها، وصان جهده عن مجادلة الناس وإثبات خطأهم وإصابته هو، ولم يعد يشعر بالحنق عليهم والغيظ منهم، لأنه يراهم –ببساطة- مظاهر معاصيه، سلطهم الله عليه ليتوب، فيحصر تفكيره في إصلاح علاقته مع مالك القلوب. وهذا أنفع له من التبرم من الناس والشكوى منهم وتخطئتهم.
في اللحظة التي يفتح الله عليك بهذا التفكير ويشرح صدرك للعمل بمقتضاه فاعلم أن الله أراد بك خيرا. وما تقدم إنما هو تفسير قوله تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير))، وقوله تعالى: ((قل هو من عن أنفسكم)). فانجُ بنفسك أن تكون ممن قال الله فيهم:
((وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور)).
هذا المعنى نخاطب به الأفراد الشعوب والحركات المنتسبة للعمل الإسلامي، لكننا نحتاج أن نخاطب به أنفسنا أولا، حتى لا تتشتت الجهود عن المهمة الأصيلة ولا نكون ممن قال الله فيهم: ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)).
وأراني أنسى هذا المعنى أحيانا، فأحببت أن أوصي به نفسي وإخواني.
والسلام عليكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه لـ كل مسلم © 2016